الفصل 22: صباحًا
قام كريم بسرعة بخلع خاتم خطوبة أمينة، فتردد صدى صوت الرنين المعدني في الغرفة وهو يضربه على مكتبه. خيم الارتباك على نظرتها وهي تنظر إليه وهي تجلس على حجره بينما تواجه المكتب. كانت تحركاته متعمدة، كأمر صامت لجذب انتباهها.
جلس على كرسيه، والجلد يئن تحت وطأة ثقله. انحنى إلى الأمام ونظر إلى عينيها بقوة. “هل تتذكرين ما قرأته في الملاحظات التي أعطيتك إياها في العمل؟” استفسر. أجابت أمينة، التي كانت لا تزال تستوعب التغير المفاجئ في الجو: “في الغالب”.
وبدت تعابير كريم جدية وهو يتابع: “هل تتذكرين ما قلته لك؟” انطلقت ضحكة خفيفة من شفتيها، وقامت بدس خصلة من شعرها خلف أذنها بتوتر. قالت وعيناها مثبتتان على عينيه: “سوف تمتحنني، وإذا لم أنجح، ستعاقبني”.
انحنى بنبرة مرحة ولكن حازمة: “حسنًا، سأختبرك الآن.” اتسعت عيون أمينة في عدم تصديق. “هل أنت جاد؟” سألت، فأجاب عليها ببساطة بهمهمة خفيفة، تاركًا جوًا من الترقب بينهما.
نظر كريم إلى ساعته وكان صوته يحمل لمحة من الإصرار. أعلن: “لتبدأ الأربع وعشرين ساعة الخاصة بنا”. عندما استقرت أمينة في حضنه، بدت شبه أثيرية، وشخصية رقيقة على خلفية فخذيه القويتين والثابتتين. دعمتها عضلاته دون عناء، ولم يلاحظ وجودها في قوة حجره.
أومأت برأسها بالموافقة، وخرجت من شفتيها كلمة “حسنًا” الناعمة. بحركة سريعة، جمعت خصلات شعرها الطويلة الداكنة على جانب واحد، مما كشف عن المنحنى الرشيق لرقبتها. وجد كريم أن نظرته منجذبة لا إراديًا إلى الخط الجميل لرقبتها. وبينما كانت تتعمق في المستندات، وكانت أصابعها تتتبع الأوراق، لم يستطع كريم إلا أن يراقبها باهتمام، وحركات يديها الدقيقة تلفت انتباهه، مما يجعل جو المكتب مشحونًا بطاقة فريدة.
أخذت أمينة المستندات بين يديها، وتعمقت في الأوراق، وركزت على المهمة التي بين أيديها. وبينما كانت أمينة تتعمق في تعقيدات دراسة السوق، كان تركيزها واضحًا في تجاعيد حاجبيها. كانت الأوراق عبارة عن رقصة معقدة من البيانات والمعلومات، ووجدت نفسها تبحر عبر بحر من الإحصائيات.
في هذه الأثناء، لم يستطع كريم إلا أن يبتسم، مقدرًا الإصرار في تعبيرها المركز. إن إعجابه بفكرها وتفانيها رسم تعبيرًا جميلًا على وجهه.
فكرت أمينة وهي غارقة في أفكارها: “حسنًا، هذه دراسة للسوق، لكنها معقدة للغاية.” لم تكن تعلم أن كريم كان على وشك إضافة طبقة من التعقيد إلى الوضع. وفجأة انحنى وضغط صدره على ظهرها. همست أنفاسه الدافئة على أذنها ورقبتها وهو يتساءل بلطف: “هل تعانين؟” أرسل هذا القرب قشعريرة إلى أسفل عمودها الفقري، وشعرت بالدفء غير المتوقع لحضوره مما يضيف بعدًا جديدًا إلى المهمة الصعبة التي بين أيديها.
شعرت بخفقان قلبها لكنها لم تكن تريد أن تبدو ضعيفة، لذا حاولت تجاهل ذلك والإجابة بشكل عرضي: “لا على الإطلاق، أنا أفكر فقط في كيفية التعامل مع هذه المشكلة”. احمر خداها قليلاً عندما أدركت مدى قربهما.
ضحك كريم مستمتعًا بإجابتها. “حسنًا، إذا كنت بحاجة إلى المساعدة في أي وقت، فأنت تعرفين أين تجدينني.” عندها انسحب وأعطى كلاهما بعض المساحة. وعندما فعل ذلك، شعرت بخيبة أمل، وتمنت لو أنه لم يبتعد.
حاولت التركيز على دراسة السوق مرة أخرى، لكنها وجدت نفسها على إدراك دائم بوجوده في مكان قريب. الطريقة التي يتحرك بها، ونبرة صوته، وحفيف ملابسه بين حين وآخر وهو يتحرك في مقعده – كل ذلك كان مشتتًا للانتباه بشكل لا يصدق.
بينما واصلت العمل، شعرت بيده تنزلق بلطف عبر كتفها، ثم أسفل ذراعها. أرسلت اللمسة قشعريرة من خلالها، ولم تستطع إلا أن تنظر إليه من زاوية عينها. كان تعبيره ناعمًا وجذابًا، وظنت للحظة أنه قد ينحني لتقبيلها.
وبدلاً من ذلك، ابتسم فقط وسأل: “هل هناك أي شيء تحتاجين إلى المساعدة فيه؟” كان صوته منخفضًا وأجشًا، وأرسل موجة أخرى من الحرارة عبر جسدها.
لقد فكرت في خياراتها، وتراوحت بين الاعتراف بأنها مشتتة التركيز ومحاولة الحفاظ على رباطة جأشها أمامه. وأخيرا، قررت التوصل إلى حل وسط. “حسنًا، أواجه بعض الصعوبة في فهم هذا الرسم البياني هنا.” أشارت إلى رسم بياني على الطاولة، على أمل أن يبدو ذلك بريئا بما فيه الكفاية.
عندما انحنى ليتفحص الرسم البياني معها، شعرت بجسده يضغط على جسدها. دغدغت أنفاسه أذنها وهو يتمتم، “آه، نعم. هذا هو المكان الذي يصبح فيه الأمر معقدًا بعض الشيء.” وجدت يده يدها، وقد تشابكت أصابعهما معًا بينما واصل شرح تعقيدات الرسم البياني.
بدت العلاقة الحميمة في تلك اللحظة مألوفة وغريبة عنها. يمكن أن تشعر أنها أصبحت أكثر إثارة للحظة، وكان قلبها يتسارع وهي تحاول التركيز على كلماته. بدأت يده الحرة تتجول، متتبعة دوائر على ظهرها، ثم استقرت في النهاية على خصرها.
قالت: “أعترف أنني فشلت في الاختبار”. أمسك بلطف فخدها الأيمن وقلبها في حضنه لمواجهته. “هل تعنين أنك فشلت في مقاومتي؟” همس ، أنفاسه الساخنة تداعب أذنها. “لأنني لست الشخص الذي يعاني.”
ابتسم وبدأ بخلع ساعته وخاتم الخنصر. سألته: “ماذا تفعل؟” وضع يده اليسرى على فخذها الأيمن وهي الآن تواجهه. كان يمسكها من فخذيها ويشعر بالدفء من خلالهما. أغمضت عينيها منتظرة ما يخبئه لها.
أجاب: “أنا فقط أعلمك درسًا وأنت تعلمين أنني لست من النوع الذي قد يفعل شيئًا كهذا دون أن يمنحك خيارًا”. كان صوته منخفضًا وأجشًا، مما أرسل الرعشات إلى أسفل عمودها الفقري.
لم تقل شيئًا، فقط أومأت برأسها، وشعرت بمزيج من الترقب والتوتر. بينما استمر في الإمساك بها، اقترب أكثر، وأنفاسه ساخنة على أذنها. “هل أنت مستعدة لعقابك يا صغيرتي؟” همس، صوته أجش ومنخفض.
انطلقت نشوة من التشويق في داخلها عندما فكرت فيما سيأتي. قلبها يتسارع، وجسدها يرتعش من الترقب.
انحنى نحوها وانحنت إلى الخلف ثم اقترب منها أكثر الآن شفتيه تستقر على عظمة ترقوتها وعيونه الزرقاء السماوية تخترق عينيها وقال: “يبدو أنك متحمسة”، فاحمرت خجلًا أكثر. لف يدها اليمنى خلف ظهرها ووضع أصابع يده اليمنى على ذراعها ثم جعلها تلبس خاتمه في إصبع الزواج في يدها اليسرى.
قالت “لكن هذا الإصبع..” فقال: “بما أنك لبست خاتمه ارتدي خاتمي”. بينما نظرت إلى إصبعها قالت: “ولكن هذا إصبع خاتم الزواج” قال: “بالضبط ولهذا السبب فهو مثالي”. احمرت خجلا أكثر ونظرت إلى يدها بابتسامة.
كان التوتر بينهما واضحا، حيث اختلطت أنفاسهم الدافئة بالهواء البارد وهم يكافحون من أجل الحفاظ على السيطرة على مشاعرهم.
أسند ظهره إلى كرسيه ونظر إليها، وكان تعبيره ناعمًا ومحبًا. قال بصوت لطيف ومطمئن: “أعتقد أن الوقت قد حان للانتقال إلى الجزء التالي من درسنا”. “لكن أولاً، أريد التأكد من أنك تفهمين مدى أهمية التواصل دائمًا بصراحة وصدق معي.”
بينما كان يتحدث، حرك يده من خصرها، ثم مرر أصابعه أسفل ذراعها حتى وصل إلى معصمها. بسحب لطيف ولكن قوي، سحب ذراعها خلفها، وضغط كفها على الجزء الصغير من ظهرها. كانت قبضته لطيفة بشكل مدهش، ولكن كان هناك صلابة لا لبس فيها جعلتها تشعر بأنها مقيدة ومرغوبة بشكل غريب.
بينما كان يثبتها في مكانها، انحنى إلى الأمام، وشفتيه تلامس زاوية شفتيها. “الآن،” همس، وقد أرسلت أنفاسه قشعريرة إلى أسفل عمودها الفقري، “ستشعرين بالثقل الكامل لعقابي.” ارتجفت، وجسدها يتقوس نحوه.
اقترب أكثر، شفتيه الآن على بعد بوصات فقط منها. “هل تعلمين ماذا يحدث عندما لا تنصتين لي، ألم أحذرك يا صغيرتي؟” همس بصوت أجش ، أنفاسه تتدفق عبر جلدها. قال بصوت بالكاد يتجاوز الهمس: “ستعاقبين”. “لكن لا تقلقي. أنت تعلمين أنني سأعتني بك دائمًا.”
نظر إليها بعينيه الزرقاوين وشعره الأبيض الفوضوي اللامع وهو يتمتم، “هذه هي رائحة غسول جسدي عليك”. كانت نظرته حادة، وشبه متملكّة وهو يتحسس خطوط وجهها بنفسه، وكانت أصابعه تتدلى بهدوء على خدها، وفكها، وصولاً إلى رقبتها. الطريقة التي نظر بها إليها جعلتها تشعر بالحماية والإثارة بشكل لا يصدق، كما لو كانت الشخص الوحيد في العالم الذي يهمه.
الطريقة التي أمسك بها جسدها، وذراعيه القويتين ملفوفتين بإحكام حول خصرها وضغط جسده على جسدها، زادت من حدة نظرته. لقد كانت نظرة تتحدث عن السيطرة والرغبة، وتركتها تشعر بالأمان والضعف بشكل لا يصدق في نفس الوقت.
اقترب أكثر و شفتيه تلامس فكها “هل تشعرين بمدى ما تعنينه بالنسبة لي؟” همس، صوته خشن بالعاطفة. “هل تعرفين كم أرغب بك؟” أومأت برأسها، وقلبها يتسارع، وجسدها يرتعش. “لأنني أريدك أن تعلمي أنني هنا من أجلك. سأكون هنا دائمًا من أجلك.”
استندت إلى الوراء، ونظرت إلى عينيه، ورأت هناك شيئًا لم تره من قبل: الضعف. مما جعل قلبها يتألم من حبه لها. همست قائلة: “أنا هنا من أجلك أيضًا”، وهي تمد يدها لتمسح خصلة من شعره المتطاير من جبهته. “دائماً.”
حرك يده إلى أسفل ظهرها، ورسم دوائر على أسفل ظهرها، وكان الجلد هناك ناعمًا وجذابًا تحت أطراف أصابعه. جاءت يده الأخرى لتداعب خدها، بينما كان إبهامه يلامس شفتها السفلى. فرقت شفتيها، وشعرت بحرارة لمسته وهو يداعبها، ويرسم دوائر حول لسانها بإبهامه.
همس قائلاً: “من المؤسف أنني لا أستطيع التهام تلك الشفاه حتى تخبريني أنك واقعة في حبي”.
كان يضبط نفسه، حاجته إليها تشتعل كالنار في داخله. قال وهو يصر على أسنانه: “المسني كما لم تلمسي أحداً من قبل،” وقد فعلت. بيدين مرتعشتين، رفعت يديها ومررت بأطراف أصابعها بخفة على عظمة وجنتيه. أغمض عينيه، وانحنى على أثر لمستها، وأنفاسه تلتقط في حلقه. حركت يدها على رقبته، وشعرت بأن عضلات رقبته تتوتر وتسترخي تحت لمستها.
نظر إليها بنظرة شديدة وهو يراقبها وهي تستكشف جسده بمثل هذا الحنان. انحنى إلى الأمام “هكذا” تمتم على شفتيها. “المسيني وكأنك تعنين ذلك.” انزلقت يديه على ظهرها، وضمت كتفيها قبل أن تنتقل إلى خصرها، وحفر أصابعه في جسدها بما يكفي لترك علامة.
وقفت وتراجعت بما يكفي لتنظر إليه. كان يستلقي هناك وعيناه داكنتان ونصف مغمضتان، وصدره يرتفع وينخفض بسرعة وهو يصارع من أجل السيطرة على نفسه. مررت أصابعها من خلال شعره، وشعرت بأن الخيوط الحريرية تنزلق من بين أصابعها. زمجر بصوت منخفض في حلقه، “أنت لي”، تنفس، وصوته همس. “أنت ملكي، وسأعطيك ما تحتاجينه.”
“هل تعلمين ماذا فعلت بي؟” سأل، صوته منخفض ومغري. “لقد جعلتني أريدك بطريقة لا أستطيع تفسيرها. لقد جعلتني أحتاجك.” انحنى إلى الأسفل وضغطت شفتيه على يدها وهو يتحدث. “وأريدك أن تعلمي أنني لن أتركك أبداً.”
أرسلت كلماته قشعريرة من خلالها، فانحنت على لمسته. ركضت يديها إلى صدره وغطت وجهه بين راحتيها. “أخبرني،” همست. “قل لي ماذا تريد.”
نظر إلى عينيها، وظنت للحظة أنها رأت وميضًا من الخوف هناك. ولكن بعد ذلك اختفى، وحل محله إصرار شرس. قال بصوت خشن من العاطفة: “أريدك”. “وأريدك أن تعرفي أنني ملكك.” شعرت بقلبه يتسارع تحت راحتيها، وجسده يرتعش من الرغبة.
رفع نظره إليها وكانت نظراته ثابتة لا تتزعزع. “أنا لك”، أجاب بصوت خشن من العاطفة. “سوف أفعل أي شيء من أجلك.”
ابتسمت وهي تشعر بموجة من الحنان تغمرها. شعرت بثقل نظراته عليها، فنظرت إليه. كانت عيناه داكنتين، وكانت تشعر بحرارة جسده حتى من خلال طبقات الملابس. انحنى إلى الأسفل ولامست شفتيه أذنها وهمس: “أنا أحترق من أجل لمستك، أنت تعلمين أنني لا أستطيع مقاومتك”. همس بصوت أجش من الرغبة: “ليس عندما تنظرين إلي بهذه الطريقة.” ارتجفت من كلماته، وشعرت بمزيج من الخوف والإثارة يسري في داخلها.
تمتم بصوت خشن من الرغبة: “أنا بحاجة إليك”. “أرجوك.” ترددت للحظة، حيث كان ثقل الموقف يضغط عليها، لكن الحاجة في صوته كانت أقوى من أن تقاوم.
كانت حركاته واثقة، وشبه تملكية، وهو يضع يديها على صدره، موضحًا لها أين تلمسه، وكيف تلمسه. شعرت بالنتوءات الصلبة لعضلات بطنه تحت أطراف أصابعها، وشعرت بجلد صدره الناعم عندما تحركت للأعلى، وشعرت بتصلب العضلات في كتفيه.
وجدت يديه على معصميها، يوجهان حركاتها بلطف، ويظهران لها إيقاع اللمس الذي يحبه. لامست أطراف أصابعها الجلد الرقيق لرقبته، وشعرت بنبض وريده تحت لمستها. ارتجف، وقوس ظهره عندما وجدت البقعة التي أرسلت موجات من المتعة تتدفق من خلاله.
درست تعابير وجهه بينما واصلت استكشاف بشرته، ولاحظت الطريقة التي أصبح بها جفن عينيه ثقيلًا، وزوايا فمه تتحول إلى ابتسامة راضية.
وقف فجأة وهو يلتقطها فشددت ساقيها حول خصره وإذا به يبتسم لتقول: “توقف عن ذلك”. وهو يمشي بها إلى سريره وفجأة يضعها وبشكل غير متوقع ليقول: “نامي جيدًا يا صغيرتي” ليخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه.
استلقيت هناك في الظلام للحظة، وكانت الأغطية باردة على بشرتها. ترددت كلماته في ذهنها، وكان صوته همسًا ناعمًا ومغريًا. جلست وهي تأرجح ساقيها على جانب السرير. ذكرى ما حدث بينهما ملأت حواسها، كتذكير بمدى افتقادها له.
عاد وجلس على حافة السرير وقالت: “هلا تحضر لي ملاءة أخرى فأنا أشعر بالبرد عندنا أنام؟” فقال: “أنت معي الليلة لذلك لن تحتاجيها”. تدحرجت عينيها وهي تغيظه واقترب منها، وشعرت بدفء جسده. أطلق ضحكة خفيفة، وهو يلف ذراعه حول كتفيها. تمتم: “أنت على حق، أعتقد أنني سأضطر إلى إبقائك دافئًة”. قام بتقبيل خصلات شعرها وبقيت شفتيه هناك للحظة قبل أن يبتعد.
تنهدت بارتياح، مستمتعه بإحساسها بأنها تمسك به. همست وهي تحتضن أعمق في حضنه: “أنت دافئ جدًا”. أحكم قبضته وهو يجذبها إليه أكثر. وأضافت مبتسمة وهي تستنشق رائحته الذكورية: “ورائحتك طيبة للغاية”. ضحك ، أنفاسه تدغدغ أذنها. همس وهو يستنشق رقبتها: “أستطيع أن أقول الشيء نفسه عنك”.
وفي أجواء حميمة هادئة في غرفة النوم ذات الإضاءة الخافتة، وجد كريم وأمينة نفسيهما يتشاركان أكثر من مجرد التقارب الجسدي. اجتاح الضعف الغرفة عندما قرر كريم الانفتاح، وكشف النقاب عن جوانب من نفسه نادرًا ما تُكشف.
همس بكلمة مرور حسابه البنكي في أذنها، وأمنها بسر يحمل مفتاح عالمه المالي. تبع ذلك أرقام الرقم السري الخاص بهاتفه.
أعطاها هاتفه للتحقق منه وراجعته وهم ضحك كلاهما على صوره السخيفة وأخبرها عن هواياته وحساسيته أخبرها عن كل شيء.
وبينما كانا مستلقين جنبًا إلى جنب، تتبع كريم الندوب الموجودة على جسده بأطراف أصابعها، وهو يروي قصصًا لم يشهد عليها سوى جلده. أصبحت كل ندبة قصة، فصلًا من حياته التي عهد بها إليها.
ثم بدأ بمشاركة الأسرار والاعترافات التي كانت محفوظة في غرف قلبه لفترة طويلة. واعترف قائلاً: “لقد حلمت ذات مرة أن أصبح رساماً”، وكان صوته يحمل مزيجاً من الحنين والضعف. “وهناك مكتبة صغيرة مخفية في منزل طفولتي حيث كنت أهرب عندما تصبح الأمور صعبة.”
شكلت هذه الاكتشافات نسيجًا من الثقة، ونسجت رابطًا يتجاوز الجسد. في اللحظات الهادئة، أقام كريم وأمينة علاقة مبنية على الأسرار المشتركة والخيوط الدقيقة للحميمية الحقيقية.
كان صوت كريم يحمل ضمانة جادة وهو يتحدث: “أمينة، أنا أثق بحياتي بين يديك. لن أخفي عنك شيئًا أبدًا”. كانت كلماته كتعهد بالانفتاح والثقة التي تجاوزت الجدران التي بنوها حول قلوبهم.
لمعت عيون أمينة بالدموع التي لم تذرف، وتردد صدى تلك الكلمات في ذكرى الوقت الذي شكك فيه في ثقته بها. كان ألم شكه باقياً، محفوراً في قلبها. ومع ذلك، في هذه اللحظة الضعيفة، قدم اعتذارًا تردد صداه بصدق.
قال كريم وهو ينظر إلى عينيها: “أنا آسف لما قلته من قبل”. “لم أقصد ذلك يا أمينة. أنا أثق بك تمامًا.” كان الصدق في صوته والضعف في عينيه يطلبان المغفرة، بهدف تضميد جراح الشك التي ظلت عالقة بينهما.
أغمضت عينيها واستمعت إلى نبضات قلبه الثابتة والقوية وهو يقترب منها. وهذا جعلها ترغب في الانحناء إليه أكثر. كانت تعلم أنها تستطيع أن تثق به في أي شيء، وأنه لن يؤذيها أبدًا.
وبينما كانوا مستلقين هناك، أدركت أنها لم تشعر أبدًا بهذا الأمان، وهذا الحب، وهذا الاعتزاز من قبل. كلماته، ولمسته، وحضوره – أصبحت جميعها الآن جزءًا منها، منسوجة في نسيج كيانها. لا بد أنه أحس بأفكارها، لأنه ابتسم بلطف لها.
ومع مرور الساعات، وجدوا أنفسهم ضائعين بصحبة بعضهم البعض، يتبادلون القصص والضحك. تحدثوا عن طفولتهم وأحلامهم ومخاوفهم. ناقشا أفلامهما وكتبهما المفضلة، وقد وعدها بأن يشاهدا فيلم The Godfather معًا في وقت ما.
أخبرته عن حبها للكتابة، وأذهل من حيوية أوصافها وهي تصف الألوان والأنسجة في أعمالها. تحدثوا عن عائلاتهم، وشارك قصصًا عن إخوته الصغار، وكان يضايقه بلا توقف بشأن محاولاته الغبية في الطهي.
ومع حلول الصباح، شعرا بالتعب، لكن لم يرغب أي منهما في التخلي عن تلك اللحظة. اقتربا من بعضهما ثم ناموا، في الظلام، يمكنها أن تشعر بارتفاع وهبوط صدره أثناء تنفسه، وكان هذا هو الإحساس الأكثر راحة في العالم.
استيقظت على دفء الشمس المتدفقة عبر النافذة، وصوت زقزقة الطيور في الخارج، والإيقاع اللطيف لتنفسه على رقبتها. للحظة، لم تستطع أن تتذكر أين كانت أو كيف وصلت إلى هناك. ثم عاد إليها كل شيء مسرعًا، وابتسمت، وشعرت بإحساس جديد من الرضا لم تشعر به منذ وقت طويل.
تحرك وفتح عينيه ليجدها تحدق به. “صباح الخير” همس وصوته لا يزال مثقلاً بالنوم. “كم من الوقت وأنت مستيقظة؟”
ابتسمت وهي تمرر إصبعها على خده. “فقط لبضع دقائق. كنت تنام بشكل لطيف.” تثاءب وتمدد، وتساقطت الأغطية من صدره، لتكشف عن بنيانه العضلي. “كنت أفكر في ما قلته الليلة الماضية،” قالت بهدوء، صوتها بالكاد مسموع فوق صوت تنفسهم.
أدار رأسه لينظر إليها والفضول في عينيه. “أوه؟” أومأت برأسها، وخدودها تحمر قليلاً. “لقد قلت أنك ستكون هناك دائمًا من أجلي…” ابتلعت ريقها بصعوبة، وشعرت بثقل تلك الكلمات في صدرها. “أشعر بنفس الطريقة.”
أضاءت ابتسامته وجهه بالكامل، ووصل إلى خدها في يده. “حقًا؟” سأل، صوته بالكاد فوق الهمس.
قالت: “لكنك تعلم أنني في وضع سام.” إن الشعور بأصابعه وهي تخترق أصابعها كان مريحًا ومتملكًا في نفس الوقت، ولا يسعها إلا أن تبتسم عندما تنظر إلى أيديهما المتشابكة.
اقترب أكثر، وأنفاسه دافئة على بشرتي وهو يهمس: “أنت لي الآن. وسأكون ملعونًا إذا حاول أي شخص أن يأخذ ما هو لي.” هناك هدير تملّك في صوته يُرسل الرعشات إلى أسفل عمودي الفقري، وأستطيع أن أشعر بالقوة التي يحملها عليّ، القوة التي أتوق إليها.
قال كريم بابتسامة متكلفة، وحث أمينة على تجديد نشاطها: “تفضلي بالاستحمام قبل أن أغير رأيي”. أسرعت إلى الحمام، وهي تشعر بمزيج من الترقب والفضول.
عندما خرجت، استقبلتها رائحة الفطائر المطبوخة الطازجة. كان كريم يقف بجانب طاولة المطبخ، وقد أعد لها إفطارًا لذيذًا. سلمها قطعة بالشوكة، وبريق مرح في عينيه.
وبينما كانت أمينة تتذوق اللقمة الأولى، وكانت حلاوة العسل تتساقط على الفطيرة، لعق كريم ما تبقى من العسل من الشوكة بحركة خفية ولكنها استفزازية.
احمرت خجلا قليلا، ووجدت أمينة نفسها في لحظة من الحنان غير المتوقع. دعوة كريم للانضمام إليه فاجأتها. “هل ستنضمين إلي؟” سأل وعيناه تحملان دفءًا يتردد صداها بصدق.
سألتها في حيرة: “إلى أين؟” وجاء رده المشوب بلمسة من الاعتذار: “سامحيني، لكني لا أريد أن أفترق عنك. هل تهتمين بمرافقتي أثناء التمرين؟” خفق قلب أمينة استجابةً للطلب غير المتوقع، فأجابت بابتسامة: “من دواعي سروري يا سيدي”.
“اعذريني على أنانيتي”، قال كريم بلمحة من التواضع وهو يقود أمينة إلى غرفة أخرى مجهزة بآلات التمارين الرياضية. وبمجرد وصوله إلى هناك، انغمس في روتين تمرين، وكانت كل حركة بمثابة شهادة على قوته البدنية.
أثناء قيامه بتمارين الضغط، رأى أمينة جالسة هناك، ونظرتها مليئة بالإعجاب وابتسامة صادقة. إدراك أنها وجدت المتعة في مجرد مشاهدته جلب ارتعاشًا خفيفًا إلى ذراعيه.
عندما بدأت راحتي كريم تهتزان أثناء تمرينه، قررت أمينة تشجيعه بدلاً من أن تظل مراقبًا سلبيًا. “يمكنك أن تفعل ذلك! استمر!” صرخت، كلماتها المشجعة تملأ الغرفة.
ورداً على هتافها، ضحك كريم، ووجد فرحة غير متوقعة في دعمها. وبتصميم متجدد، واصل التمرين وأنهى بقوة. بمجرد الانتهاء من ذلك، التفت إليها وقال مازحًا: “إحضارك إلى هنا كان مشكلة”.
رفعت أمينة حاجبيها في عدم تصديق مازح، مما دفعه إلى الانفجار في الضحك. “لأن رؤيتك تبتسمين تجعلني ضعيفًا، الآن أعرف على وجه اليقين،” اعترف ويداه تحتضن خديها بلطف. اعترضت قائلة إن هذا ليس خطأها، وضحكا كلاهما، وتردد صدى ضحكتها في الغرفة، وهو اللحن الذي تركهما متفاجئين بسرور.
بعد أن أخذ كريم حمامًا سريعًا، قررت أمينة، التي شعرت بالراحة في مساحته، أن تعد له فنجانًا من القهوة. وعندما سألها عما إذا كانت تريد واحدا، كشفت: “أنا أحب القهوة، لكني لا أستطيع شرب الكافيين. لسبب ما، يجعل عيني ترتعش”. اعتذر عن ذلك، وأخذ رشفة من القهوة التي أعدتها.
أعلن قائلاً: “هذه هي الرشفة الأخيرة التي سأتناولها من القهوة، فقط لأنك صنعتها هذه المرة”. واعترضت أمينة وحثته على عدم القيام بذلك. فنظر إليها وقال: “كيف أستمتع بشيء لا يمكنك الاستمتاع به أنت أيضاً؟”
وبينما كانت عيناها تتلألأ بالامتنان، قالت أمينة بهدوء: “شكرًا لك”. ثم اقترح عليها كريم أن يقرأ لها رواية فوافقت.
عندما استقرا على الأريكة، أرشد كريم أمينة بلطف، واضعًا رأسها على حجره. وبلمسة رقيقة، قام بترتيب وضعها بشكل مريح، مما يضمن لها الاسترخاء التام. وبينما كان يحمل الرواية بين يديه، تردد صدى صوته العميق والمريح في الغرفة، مما أعاد الحياة إلى القصة.
إيقاع صوته اللطيف، المقترن بدفء اللحظة، خلق جوًا هادئًا. وجدت أمينة، وسط السرد، نفسها مستسلمة للهدوء، وقبل أن تدرك ذلك، غمرها ثقل النهار بالنوم الهادئ. وفي أحضان جلسة القراءة الهادئة، تابع كريم حرصه على عدم إزعاج الهدوء الذي ساد الغرفة.
وعندما استيقظت أمينة تدريجياً، وجدت كريم يحدق بها بحنان في صمت. شعرت بالقلق من أنها نامت، فاعتذرت قائلة: “أنا آسفة لأنني نمت”. وأجاب كريم بابتسامة دافئة: “أرجوك لا تعتذري لي، راحتك هي الأهم بالنسبة لي”.
قالت أمينة وهي تشعر بالنسيان: “أشعر وكأنني نسيت شيئاً”. فذكّرها كريم بلطف: “أنت على حق. اليوم هو عيد ميلاد والدك”. على الفور، وقفت، قلقة من أنها لم تعد هدية. ولدهشتها، طمأنها كريم قائلاً: “استرخي، لقد فعلت ذلك بدلاً منك بالفعل”.
الفصل 23: مساءً
وبينما كانت أمينة تنام بسلام، قام كريم، بعناية فائقة، بترتيب مفاجأة لها. لقد طلب فستانًا جميلًا وكعبًا متناسقًا وجميع الملحقات التي تكمل الملابس. لقد ذهب إلى أبعد من ذلك، حتى أنه رتب لفنانة مكياج ومصففة شعر ماهرة للتأكد من أنها تبدو مذهلة تمامًا للاحتفال بعيد ميلاد والدها. وكانت الاستعدادات المدروسة بمثابة شهادة على رغبة كريم في جعل هذه المناسبة لا تُنسى بالنسبة لأمينة.
وبينما كان كريم يرتدي بدلته بدقة، خلق التناقض الصارخ بين ملابسه الداكنة وشعره الأبيض المميز صورة آسرة. وقد عززت المجموعة المتطورة حضوره، حيث عرضت رجلاً من حيث الأسلوب والجوهر.
وفي خضم استعداداته طرقت أمينة الباب طالبة الدخول. عند دخولها، لمحت عيناها مشهدًا مدهشًا – كريم، مع جو من الاستعداد الخفي، كان يدس مسدسين خلف ظهره، مخبأين بمهارة بين حزامه وسرواله. يشير تجاور الأناقة والجاهزية إلى جانب من كريم كان موجودًا خارج المظهر الخارجي الأنيق.
قال كريم بشيء من الجدية في لهجته: “أنت تعلمين أنني لا أهتم كثيرًا بسلامتي، لكني الآن بحاجة إلى حمايتك. أرجو أن تتفهمي”. أدركت أمينة خطورة كلماته وأومأت برأسها بالموافقة.
ولرغبتها في تغيير الحالة المزاجية، أثنت عليه بقولها: “أنت تبدو رائعًا”. كريم، الذي تفاجأ بالثناء غير المتوقع، احمر خجلاً قليلاً واستدار وأصلح ربطة عنقه.
عندما دخلوا الحفلة، اصطحب كريم أمينة بشجاعة عبر التجمع. وعندما وصلوا إلى السيد فريد، قدموا له التمنيات الحارة بمناسبة عيد ميلاده. وفي لفتة كريمة قدم له كريم وثيقة قال فيها: “هذه هديتنا لك يا سيدي”.
قام السيد فريد بفحص الوثيقة التي قدمها كريم بعناية، ولدهشته السارة، كشفت عن الحصول الناجح لصفقة صعبة مع شركة ظلت معلقة لأكثر من عامين. وباتت أهمية الإنجاز واضحة، وأعرب السيد فريد، منبهرًا، عن فرحته.
وقال كريم وهو ينظر إلى أمينة بحدة خفية في عينيه: “لقد بقينا في وقت متأخر من الليل لإنجاز الأمر”. أمينة، وهي تتذكر الحرارة المشتركة التي انتشرت عبر أجسادهم ووجهها المحمر من ذلك العمل في وقت متأخر من الليل، أمسكت بذراعه بقوة أكبر قليلاً.
وخاطب السيد فريد أمينة وهو مبتهج بالفخر قائلاً: “أنا فخور بك جداً يا ابنتي العزيزة”.
وبينما كان السيد فريد يعبر عن اعتزازه ومحبته لأمينة، خففت عينيها بمزيج من الامتنان والسعادة. تراقص بريق خفي في نظرتها، مما يعكس الفرحة العميقة التي شعرت بها عند تلقي مثل هذا التقدير من شخصية مهمة جدًا في حياتها.
وفي خضم الاحتفال البهيج، دخل ياسر بشكل غير متوقع، مما يوحي بوجود سبب إضافي للابتهاج.
ياسر: (بابتسامة) “في هذا الحدث السعيد لماذا لا نجعل الاحتفال مضاعفا؟“
أمينة: (بارتباك) “ماذا تقصد؟“
ياسر: (ينظر في عيني أمينة بتهديد) “ألا تعلمين؟ لقد تم تحديد موعد الزفاف، وسيكون الأسبوع المقبل“.
أمينة، التي تفاجأت بما كشفه ياسر، شعرت بالذعر ينتشر في داخلها. بدأت يداها ترتجفان، وفي محنتها نظرت بشكل غريزي إلى كريم ليطمئنها. رمش كريم، الذي كان يحافظ على مظهره الخارجي الهادئ، وحرك كفه في الهواء بمهارة، وأشار لها بأن تسترخي.
حاولت قراءة شفتيه، وأصبحت الرسالة واضحة: “لا داعي للذعر”. في هذه الأثناء، ظلت يد كريم الأخرى في جيبه بلا مبالاة، مما يوحي بجو من السيطرة الهادئة على الرغم من التحول غير المتوقع للأحداث.
اغتنم ياسر اللحظة واقترح بسلاسة: “هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟” وافق والد أمينة بروح الاحتفال قائلاً: “تفضلي، يمكنك الاحتفال”.
ومع ذلك، شعر كريم بموجة من الغضب، وصر على أسنانه وقبضته بينما كان يشاهد ياسر يأخذ أمينة للرقص. اشتد التوتر في الجو، مما خلق صراعًا واضحًا بين غضب كريم المكبوت والاحتفال القسري.
وبينما كان ياسر يضع يده حول خصر أمينة ويقودها إلى حلبة الرقص، همس بصوت شرير: “أنت الآن، لا ترتدين خاتمك حتى – مثالي!” أمسكت أمينة بيده بحذر، وتجنبت مواجهته، وأبعدت نظرها عنه. قال ياسر بنبرة متوعدة: “هل اشتقت لحبيبك الجديد بالفعل؟”.
وبينما ضحك ياسر، سألته بعصبية: “ماذا لو فعلت؟” اندلع غضبه، وهدد قائلاً: “أتعلمين، بالأمس، كدت أن أطلق النار على قطتك الخائفة”.
شعرت أمينة بمزيج من القلق على كريم والندم لعدم السماح له بأخذ مسدسه في تلك الليلة وبدت على وجهها علامات الاضطراب. قامت بفحص الغرفة بشكل محموم بحثًا عن كريم.
ياسر، لم يلين، واصل الغضب في صوته.” ضحك ضحكة مكتومة وأضاف: “وسأفعل نفس الشيء معك.”
وفي خطوة متحدية، استجمعت أمينة شجاعتها وسط الرقصة، والتقت بعيني ياسر بإصرار لا يتزعزع. “عليك أن تهدأ،” أكدت بصوتها الذي يحمل نبرة رقيقة، “وإلا سنضطر إلى التخطيط لجنازتك إلى جانب حفل الزفاف”. قطعت كلماتها التوتر، وشكّلت تحدياً جريئاً في مواجهة تهديدات ياسر المبطنة. أصبحت حلبة الرقص ساحة معركة للصراعات الخفية، حيث سعت أمينة إلى تأكيد سيطرتها على الوضع الذي تحول من الاحتفال إلى شيء أكثر قتامة.
ترددت ضحكات ياسر ببرود في الهواء وهو يرفض تحدي أمينة. “كم هذا مضحك،” سخر، لهجته متعالية. انحنى وألقى إنذارًا مخيفًا، “عليك أن تتصرفي بشكل جيد وتتخلصي من هذا الوغد بأسرع وقت”. اعتبري هذا تحذيرًا، سأترك الأمر يمر فقط لأن حفل زفافنا لم يتم بعد.”
وبتصميم لا يتزعزع، واجهت أمينة تهديدات ياسر. وأكدت بتحد: “حسنًا، أشك في أننا سنفعل ذلك وأشك في أن هذا الزفاف سيحدث”. لم يردع ذلك ياسر، وحذر ببرود: “لن يحميك أحد مني”. وبينما كان يديرها بحركة جريئة، ابتعدت عنه قائلة: “أنا لست ضحية، وأنا بالتأكيد لست ضحيتك”، وهي تسرع نحو كريم، بحثًا عن ملجأ من الظل المهدد الذي ألقاه ياسر.
وبينما كانت تبتعد عنه، نظر ياسر إلى ساعته وهددها قائلاً: “سأخذك إلى الجحيم، ولن تتمكني من العودة منه أبداً، لذا من الأفضل أن تتوبي”. دون أن يردعها أمينة، التفتت إلى كريم ومدت يدها وقالت: “سأكون أسعد فتاة لو رقصت معي”. أمسك كريم بيدها بلطف وطمأنها: “مرحبًا بعودتك إلى حضني”.
عندما بدأت أمينة وكريم رقصهما البطيء، احتضنتهما الموسيقى مثل شرنقة رقيقة. كان ثوب أمينة الفضفاض يدور برشاقة مع كل خطوة، وكان التوهج الناعم للأضواء المحيطة يسلط الضوء على الرقة في عينيها. أمسكها كريم بلمسة قوية ولطيفة، وقادها عبر حلبة الرقص، وكانت حركاتهما متزامنة بإيقاع متناغم.
وبينما كانوا يرقصون ببطء قال لها: “لماذا لا تسمحين لي باختيار لقب لك؟”، “لأنني أعتقد أن لديك روحًا جميلة، وأريد أن أكرمها بطريقة ما. إنه مثل إعطائك قطعة صغيرة من نفسي، هل تعلمين؟” ابتسم لها وعيناه تتلألأ بالصدق.
نظرت إليه بابتسامة صغيرة، ولم تكن متأكدة مما إذا كانت مستعدة لذلك بعد. ولكن بعد ذلك فكرت في الأمر، ربما سيكون من الممتع أن يكون هناك لقب سري بينهما.
“إذن، ماذا تقولين؟ هل يمكنني أن أعطيك لقبًا؟”
فكرت في كلماته للحظة، وشعرت بالدفء في صدرها ينتشر في جميع أنحاء جسدها. لم تشعر بهذه الطريقة تجاه أي شخص من قبل. “حسناً،” تنفست، “ولكن فقط إذا وعدتني بأن تخبرني دائماً بالسبب الحقيقي وراء ذلك.”
ابتسم ابتسامة عريضة وعيناه تتلألأ بالإثارة. “ممتاز”، قال قبل أن ينحني ويهمس بشيء في أذنها. شعرت بقلبها ينبض عندما سمعت اللقب الذي اختاره لها. لقد كان ناعمًا ولطيفًا، مثله تمامًا، ووجدت نفسها تحبه على الفور.
أومأ برأسه، وضغط أصابعه على كتفها. “حسنا. ماذا عن…”الماس”؟”
أمالت رأسها وهي تفكر في الاسم. لقد كان الأمر غير عادي بعض الشيء، لكن كان له تأثير معين. “الماس… أنا أحب ذلك.” ابتسمت في وجهه. “إذن، لماذا “الماس”؟”
ابتسم لها، وتألقت عيناه الزرقاء. “لأن الماس هو أصلب مادة على وجه الأرض، لكنه أيضًا أثمنها. مثلك تمامًا يا ألماسة. قد يكون مظهرك الخارجي قاسيًا، ولكنك أيضًا الشخص الأكثر قيمة الذي أعرفه.” أبعد خصلة من شعرها عن وجهها، وكانت أصابعه تتدلى على خدها. “أنت من النوع الذي يمكنه اختراق أي شيء، ولكن فقط لحماية من تحبينهم.”
خفق قلبها من كلماته، وشعرت بالدفء ينتشر في جميع أنحاء جسدها. لم تعتقد أبدًا أن أي شخص يمكن أن يراها بهذه الطريقة. “شكرا لك،” قالت: “لماذا لا تسمح لي الآن أن أختار لك واحدا؟”.
“أنا لا أعرف لماذا تريدين اختيار لقب لي؟” رد.
قالت بصراحة: “لأنني أعتقد أنك الشخص الأكثر تميزًا الذي قابلته على الإطلاق”. “أنت لطيف وذكي ومضحك، ولديك هذه الطريقة في جعل الجميع يشعرون بالحب والأهمية. إذن، ما رأيك؟ هل يمكنني أن أعطيك لقبًا؟ “
فكر في كلماتها للحظة، وشعر بالدفء ينتشر في صدره. “حسنا،” أجاب مع ابتسامة.
أومأت برأسها، وعيناها تتلألأ. “ماذا عن…”شعاع”؟”
رفع حاجبه. “شعاع؟” كرر ذلك، وابتسامة صغيرة ترتسم على زاوية شفتيه. “لا أعرف… يبدو الأمر وكأنه شخصية من عرض للأطفال.”
“أوه، هيا!” ضحكت. “ألا يعجبك ذلك؟”
ابتسم وهو يشعر بالدفء ينتشر في فؤاده. “حسنًا يا ألماسة، لقد فزت. أعتقد أنني أستطيع التعايش مع ذلك.” اقترب منها أكثر ووضع رأسها على كتفه. “لكن تذكري، عليك أن تخبريني بالسبب الحقيقي وراء اختيارك لهذا اللقب لي.”
أومأت برأسها وهي تشعر بالرضا يغمرها. “سأخبرك يومًا ما،” همست، وأغمضت عينيها بينما تتمايلان معًا على أنغام الموسيقى. “ولكن في الوقت الحالي، فقط دعني أستمتع بكونك شمسي المشرقة.” استنشقت رائحته المألوفة، وهي مزيج من الصابون والكولونيا، وشعرت بنبض قلبها ينبض. كانت هذه هي المرة الأولى التي تشعر فيها بأنها قريبة جدًا من شخص ما، كما لو كان يفهمها حقًا.
تمايلت أجسادهم متحدة، مما خلق رقصة حميمة تجاوزت حدود الغرفة المزدحمة. استقرت يد أمينة على كتف كريم، وكانت يده الموضوعة بأمان على الجزء الصغير من ظهرها، ترشدها بطمأنينة خفية ولكن واثقة. يبدو أن الموسيقى تغلفهم في عالم خاص بها، حيث لا يهم سوى تبادل النظرات الرقيقة والدفء المشترك لأجسادهم.
لكن الأجواء الساحرة تحطمت عندما اقترب ياسر وهو يصفق بصوت عالٍ بابتسامة ساخرة. وتردد صدى تصفيقه في أرجاء الغرفة، ليلفت انتباه الجميع من حولهم.
الفصل التالي: رواية رومانسية جدا وجريئة سجلات هوس الفصل 24-25
ملاحظة
القراء الأعزاء،
أعرب عن امتناني العميق لكل واحد منكم لبدء هذه الرحلة الآسرة مع الشخصيات. إن دعمك الذي لا تتزعزع يجعل القصة تنبض بالحياة، ووجودك هو الذي يبقي السرد يستمر.
استعد للتعمق أكثر في حياة هذه الشخصيات في الفصول القادمة. لا أستطيع الانتظار لمشاركة المزيد معكم.
شكرًا لكونك جزءًا لا يتجزأ من هذه المغامرة.
