رواية البطل يعذب البطلة بعدين يحبها

مقدمة

كانت نظرة أمير، المليئة بالرغبة والاستياء، ترسم ملامح شخصية ليلى. اصطدم شوقه الجسدي بالكراهية التي كانت تغلي تحت السطح. كل منحنى في جسدها أشعل دافعًا بدائيًا كان يحتقر نفسه لإيوائه. وفي عمق رغباته المتضاربة، همس صوت، ساخرًا منه لانجذابه إلى نفس الشخص الذي حطم عالمه.

اتكأ أمير على صوته، وكان له طابع تملكي وهو يقول: “لن تكوني حرة أبدًا يا ليلى”. كان الوعد، الذي كان مصحوبًا بإحساس ملتوي بالتملك. لقد كره نفسه بسبب إكراهه على التحكم في مصيرها، وتشابك مصائرهما بطريقة تبدو حتمية وسامّة.

وفي موجة مفاجئة من التحدي، انطلقت يد ليلى إلى الأمام، ووجهت صفعة مدوية على وجه أمير. تردد صدى الصوت في جميع أنحاء الغرفة، وهو علامة ترقيم حادة تشير إلى التوتر المتصاعد. ومع ذلك، ولدهشة ليلى، كان رد فعل أمير سريعًا – فقد أمسك يدها في الهواء بقبضة حديدية.

شعرت ليلى، وهي عالقة في صراع جسدي يعكس تعقيدات مشاعرها، بضغط مفاجئ على إصبعها. اختلط الجو بمزيج من الصدمة والحدة عندما قام أمير، في تطور مفاجئ، بالعض على إصبعها. أضافت اللدغة، القوية وغير المتوقعة، طبقة عميقة إلى المواجهة المشحونة بالفعل.

أمير، وقبضته لا تزال ثابتة على يد ليلى، كان يحدق بها بمزيج مقلق من الانتصار البرود. وأعلن بصوت منخفض وآمر: “الآن، أتوقع منك أن تبكي”.

الفصل الأول: ظلال الماضي

كان أمير يسير بقلق في الغرفة ذات الإضاءة الخافتة، وقد استهلكت أفكاره رغبة لا تشبع في الانتقام. لقد ألقي عليه ثقل المأساة، وهو العبء الذي حمله منذ ذلك اليوم المشؤوم. وفي سعيه لتحقيق العدالة، ظهر اسم – ليلى حسن.

ليلى، الاسم المحفور في ظلال ذكريات أمير، أصبح مرادفاً للألم والخسارة. كان يعتقد أنها مهندسة معاناته، والمنسقة لمأساة شخصية حطمت عالمه. كان قلب أمير ينبض بالحزن والغضب، وينبض بإيقاع الانتقام.

في هذه الأثناء، وقفت ليلى حسن، غير المدركة لقرب العاصفة، أمام طاولة الرسم الخاصة بها، ترسم تصاميم معمارية تعكس التعقيدات المعقدة لحياتها. 

رن هاتفها، مما أدى إلى تعطيل ضربات قلم الرصاص الإيقاعية. وظهرت على الشاشة رسالة من كريم، صديقها المقرب وصديقها الوحيد:

*كريم: ليلى، نحتاج أن نتحدث. قابليني في مكاننا بعد العمل.*

اختلط الفضول بلمسة من التوجس عندما أغلقت ليلى كراسة الرسم الخاصة بها. لم تكن تعلم أن عالمها كان على وشك الاصطدام بعالم أمير بطريقة لم تكن تتوقعها.

ومع غروب شمس المساء تحت الأفق، والتي تلقي بظلالها الطويلة على المدينة، تلقى أمير نصيحة من أخته نادية. لم يكن اسم ليلى حسن مجرد صدفة؛ لقد كانت مرتبطة بشكل معقد بالحدث الماضي الذي شوههما. الحقيقة، مثل الخيط الخفي، تنسج نسيجًا معقدًا من الأسرار وسوء الفهم.

مسترشدًا بجمرة الانتقام، انطلق أمير لمواجهة ليلى، وقلبه ينبض بمزيج من الإصرار والشك. وجد نفسه واقفًا خارج المبنى الذي تعيش فيه، وظلاله تمتد مع كل لحظة تمر.

على الجانب الآخر من المدينة، التقت ليلى بكريم في المقهى المفضل لديهما، وهو مكان جذاب يقع بين المباني الشاهقة. شعر كريم بانزعاج ليلى، فاختار كلماته بعناية.

*كريم: ليلى، هناك شيء يجب أن تعرفيه.*

عندما بدأ كريم في كشف العلاقة بين ليلى وأمير، تحول عالم المهندسة المعمارية المطمئن إلى فسيفساء سريالية من عدم التصديق والإدراك. الهوية الخاطئة، والتطور القاسي للقدر، كانت معلقة بينهما مثل خيط رقيق، في انتظار أن يتم حلها.

بالعودة إلى المبنى السكني الذي تسكن فيه ليلى، تردد أمير. الشك خدش على حواف عزمه. المرأة التي يعتقد أنها مسؤولة عن معاناته وقفت خارج العتبة. وبنفس عميق، ضغط على الجرس، لتبدأ سلسلة من الأحداث التي ستغير حياتهم إلى الأبد.

فُتح الباب، ووقفت ليلى وجهاً لوجه مع تجسيد مصيرها الوشيك، أمير الفادي، الرجل الذي يستعد للانتقام من جريمة لم ترتكبها.

تكثف الهواء عندما تبادل أمير وليلى النظرات الصامتة، وساد بينهما جو مشحون. أمير، الذي غذته سنوات من الحزن والغضب، كافح للعثور على الكلمات الصحيحة. ليلى، في مواجهة الحضور غير المتوقع لشخص غريب على بابها، بحثت في وجهه عن أي مظهر من مظاهر التعرف.

أخيراً تكلم “أمير الفادي”، وقد كان صوته محفوراً بمزيج من الاتهام واليأس. “هل تعرفين هذا الاسم؟”

اتسعت عينا ليلى، وتسارع عقلها لفهم هذا الارتباط. تردد صدى الاسم في ثنايا ذاكرتها، لحنًا مؤرقًا لم تستطع تحديد مكانه تمامًا. “هل علي أن أعرفه؟” سألت، وفي صوتها مزيج من الارتباك والخوف.

تردد أمير، وهو يتصارع مع الحقيقة التي جاء ليكشفها. بدت الغرفة وكأنها تضيق عليهم، وثقل الكلمات غير المنطوقة خلق حاجزًا غير مرئي. واتهمها قائلاً: “أعتقد أنك مسؤولة عما حدث لعائلتي”، وكانت كلماته معلقة في الهواء مثل كفن ثقيل.

موجة من عدم التصديق تجتاح ملامح ليلى، وعيناها تبحثان في عيني أمير عن أي إشارة للوضوح. “أنا لا أفهم. ما الذي تتحدث عنه؟”

عندما بدأت حقيقة الهوية الخاطئة في الانهيار، وجد أمير نفسه عالقًا في عاصفة من المشاعر المتضاربة. ترددت كلمات نادية في ذهنه، وحثته على السير بحذر. “هناك رابط بيننا يا ليلى حسن، رابط يعود إلى يوم نتمنى أن ينساه كل منا.”

لم ترتعش نظرة ليلى أبدًا، لكن بريق الإدراك لمع في عينيها. “أخبرني” توسلت وقد أصبح صوتها أكثر ليونة. “أخبرني بما حدث.”

أمير، الذي استهلكته نيران الانتقام، يقف الآن على مفترق طرق. اصطدم سعيه للانتقام بالحقيقة التي لا يمكن إنكارها وهي أن ليلى قد لا تكون مهندسة آلامه. وعندما بدأ في سرد أحداث ذلك اليوم المشؤوم، تشابكت ذكريات ليلى مع ذكرياته، لتكشف عن تاريخ مشترك لم يتوقعه أحد.

وفي جزء آخر من المدينة، تبادل كريم ونادية نظرات القلق وهما يتابعان تطورات الوضع. تداعيات كشف الأسرار الدفينة امتدت إلى ما هو أبعد من ليلى وأمير، لتمس حياة المرتبطين بهما.

تردد أمير، ونظره ملتصق بنظر ليلى، باحثًا عن أي تلميح للخداع. كان ثقل الوحي معلقًا ثقيلًا في الهواء، وكان التوتر واضحًا يسد الفجوة بينهما.

واعترف أمير بصوت يشوبه مزيج من الإحباط والضعف: “قيل لي أن ليلى حسن هي التي دبرت الأحداث التي أدت إلى مأساة عائلتي”. “ولكن عندما أقف هنا، أرى ارتباكًا في عينيك، وليس حقدًا”.

تسارع عقل ليلى وهي تحاول التوفيق بين الاتهامات وحقيقة براءتها. “أقسم لك يا أمير، ليس لدي أي علم عما تتحدث عنه. لن أتسبب في إيذاء أي شخص عن طيب خاطر”.

وبينما كان أمير يروي الأحداث التي أدت إلى مأساة عائلته، تشابكت ذكريات ليلى مع روايته. معارف مشتركة، وارتباط بحدث سابق، والكشف عن أن تصميمات ليلى المعمارية لعبت دورًا غير مقصود في المأساة التي تتكشف. ويبدو أن الحقيقة كانت مدفونة تحت طبقات من سوء الفهم والألم غير المعلن.

ترددت في القاعة ثقل تاريخهما المشترك، وكانت الاكتشافات بمثابة حافز لإحداث تحول عميق في المنظور. بدأ غضب أمير يتحول إلى طلب للتفاهم، وتحول ارتباك ليلى إلى تعاطف مع الرجل الذي حمل وطأة الخسارة.

حدقت عينا أمير في ليلى، وقد بدت الشكوك على وجهه وهو يروي المأساة التي كانت تطارد عائلته.

“لقد صممت المبنى”، اتهم أمير بصوت منخفض وأشار. “المبنى الذي انهار، وأخذ والديّ بعيدًا عني. أنت ليلى حسن، المهندسة المعمارية المسؤولة عن وفاتهما.”

اتسعت عينا ليلى بصدمة، واستقرت خطورة كلام أمير مثل ضباب كثيف في الغرفة. إن إدراك المأساة المحددة التي مزقت عائلته ضربها بقوة غير متوقعة.

وتابع أمير وقد بدا غضبه واضحا: “لقد كان بناء هذا المبنى سيئا، نتيجة للطرق المختصرة التي اتخذتها شركة البناء”. “وأنت، كمهندسة معمارية، لا بد أنك تعلمين. كيف يمكنك تصميم شيء معيب إلى هذا الحد؟ كيف يمكنك أن تأخذي عائلتي مني؟”

تراجعت ليلى خطوة إلى الوراء، وكانت يداها ترتجفان. “أقسم لك يا أمير، لم تكن لدي أي فكرة عن أمور البناء. كنت أثق في الفريق المكلف بتنفيذ تصميمي. وإذا كانت هناك أخطاء، لم يكن لدي علم بها”.

تصلبت نظرة أمير، تغذيها سنوات من الحزن والاعتقاد بأن ليلى تحجب الحقيقة. “كيف أصدقك؟ تصميمك أدى مباشرة إلى الانهيار. دماء عائلتي ملطخة بيديك، ولن أرتاح حتى أنتقم لهم”.

كان ثقل تهديده كثيفًا، مما ترك ليلى بشعور غارق بأن سوء تفاهم ما قد يحكم عليها بمصير لا تستحقه. وعندما استدار أمير للمغادرة، ترددت في الغرفة صدى الألم الذي لم يتم حله والوعد بالانتقام الذي سيشكل مصائرهم المتشابكة.

خرج أمير من شقة ليلى، وتركها في زوبعة من العواطف. وبقي ثقل اتهاماته ملتصقًا بقلب ليلى، وألقى بظلاله على فهمها للمأساة التي حلت بعائلته. عندما أغلق الباب، بدا أن الغرفة تردد صدى التوتر الذي لم يتم حله.

عقدت ليلى العزم على تبرئة اسمها، فجمعت رباطة جأشها واندفعت خلف أمير. في الممر ذي الإضاءة الخافتة، التقت به، واليأس محفور على وجهها. “أمير، من فضلك، عليك أن تستمع. لم يكن لدي أي علم بقضايا البناء. لن أتسبب في أي ضرر عمدًا أبدًا”.

التفت أمير إلى مواجهتها وعيناه تعكسان مزيجًا من الألم والشك. “كيف أعرف أنك لا تقولين ذلك لإنقاذ نفسك فقط؟ لقد رحلت عائلتي بسبب تصميمك. لا يمكنك أن تتوقعي مني أن أصدق أنك بريئة.”

كان صوت ليلى يرتجف بصدق وهي تتوسل: “أتفهم ألمك يا أمير. إن فقدان عائلتك بهذه الطريقة أمر لا يمكن تصوره، لكنني لست العدو هنا. دعنا نكتشف الحقيقة معًا. يمكننا التحقيق في الخطأ الذي حدث في البناء وفضح المسؤولين الحقيقيين”.

خففت نظرة أمير للحظة، لكن جراح الماضي تعمقت. “لا أعرف إذا كان بإمكاني الوثوق بك. لقد عشت مع وطأة خسارتهم لسنوات، ولن أتركها تمر دون إجابة”.

وبينما كان يبتعد، بقيت ليلى واقفة في الممر، ومزيج من الإحباط والإصرار يحوم بداخلها. لم تستطع التخلص من شعورها بأن ارتباطها بالمأساة، حتى لو كان غير مقصود، قد غير مسار حياتها إلى الأبد.

تراجع أمير، الذي يغذيه الألم المستمر وانعدام الثقة، عن توسلات ليلى الجادة. في عزلته في شقته، كان يمشي ذهابًا وإيابًا، مصارعًا شياطين الحزن والانتقام. كان ثقل المأساة التي لم تُحل يثقل كاهله، وكانت الرغبة في تحقيق العدالة تستهلكه.

الفصل الثاني: مواجهة قانونية

غير قادر على تهدئة الاضطراب الداخلي، مدّ أمير هاتفه واتصل بمحاميه روبرت هاربر. كانت المحادثة مقتضبة، وكانت كلمات أمير مليئة بالإصرار.

“روبرت، أنا أمير. أريدك أن تفتح قضية قتل ضد ليلى حسن.”

روبرت، على الرغم من أنه معتاد على التعامل مع المسائل القانونية، لم يتمكن من إخفاء دهشته. “القتل؟ أمير، هذا اتهام خطير. هل أنت متأكد من هذا؟”

وينقل صوت أمير، المشوب بالغضب واليأس، عمق قناعته. “لقد فقدت عائلتي بسبب تصميمها. إذا لم تكن هذه جريمة، فلا أعرف ما هي. نحن بحاجة إلى جعلها تدفع ثمن ما حدث.”

تنهد روبرت، معترفًا بخطورة الوضع. – أمير، اتهام شخص بالقتل يحتاج إلى أدلة دامغة. هل أنت متأكد من أن ليلى تسببت في الأذى عمدا؟

وكان رد أمير حاسما. “أنا لا أهتم بالنوايا. والنتيجة هي نفسها: لقد رحلت عائلتي. سنجد الدليل. ولن أسمح لها بالتهرب من المسؤولية”.

انطلقت العجلات القانونية عندما بدأ روبرت، رغم تحفظاته، في تحريك قضية قتل ضد ليلى حسن. المدينة، التي كانت ذات يوم خلفية لسعيهم المشترك لمعرفة الحقيقة، أصبحت الآن ساحة معركة لمواجهة قانونية من شأنها أن تحدد مصير ليلى.

واصلت ليلى، غير المدركة للعاصفة الوشيكة، سعيها للحصول على إجابات. لقد تواصلت مع خبراء الهندسة، وطلبت سجلات البناء، وجمعت بلا كلل الأحداث التي أدت إلى المأساة. لم تكن تعلم أن النظام نفسه الذي كانت تأمل أن يكشف عن الحقيقة أصبح الآن ينقلب ضدها.

وبينما كانت ليلى تتعمق أكثر في تعقيدات عملية البناء، تجمعت في الأفق السحب السوداء للإجراءات القانونية. أصبحت المدينة، بمبانيها الشاهقة وأسرارها الخفية، شاهدًا صامتًا على الدراما التي تتكشف – وهي مرحلة تحول فيها السعي لتحقيق العدالة إلى معركة من أجل الخلاص، وترددت أصداء الماضي مع ثقل الحكم الوشيك.

لقد انهار عالم ليلى عندما وصلت الرسالة المشؤومة من المحكمة. ولم يترك ختمها الرسمي الصارخ ولغتها المنذرة مجالاً للشك – فهي الآن تواجه تهمة القتل فيما يتعلق بالحادث المأساوي الذي أودى بحياة عائلة أمير.

عندما استقر وزن الاتهام، عرفت ليلى أن لديها القليل من الوقت قبل أن تطرق الشرطة الباب. وبشعور من الإلحاح، شرعت في السعي للوصول إلى أمير، حليفها الذي تحول إلى متهم. 

أثبت البحث عن معلومات الاتصال بأمير أنه يمثل تحديًا. سألت ليلى بتكتم المعارف المشتركة وبحثت في السجلات العامة، في محاولة يائسة لسد الفجوة الآخذة في الاتساع بينهما. وأخيراً حصلت على رقمه، وأخذت نفساً عميقاً قبل الاتصال، لعلمها أن هذه المحادثة ستحدد مسار مستقبلها.

رن الهاتف، وكل نغمة تردد صدى مثل نبضات قلب بعيدة في أذن ليلى. كان صوت أمير، عندما أجاب أخيرا، مقتضبا وباردا. – ماذا تريدين يا ليلى؟

تعثرت محاولتها للتعبير عن صدقها في مواجهة استقباله الجليدي. “أمير، من فضلك، نحن بحاجة إلى التحدث. هذا الاتهام باطل، وأريد أن أفهم ذلك. هل يمكننا أن نلتقي؟”

وساد صمت ملموس على الطرف الآخر، لم يقطعه إلا رد أمير المحايد. “حسنًا، قابليني في الحديقة قرب سكانك غدًا. لكن لا تتوقعي مني أن أصدق أي شيء تقولينه.”

في اليوم التالي، وجدت ليلى نفسها على المقعد المخصص لها في الحديقة، والقلق ينتابها. وعندما وصل أمير، كان الجو مشحوناً بالتوتر. يبدو أن المدينة من حولهم تحبس أنفاسها، مدركة أن الحوار الذي يتكشف يمكن أن يشكل مصير حياتين متشابكتين.

توسلت ليلى وعيناها تبحثان عن وميض فهم في نظرته: ـ أمير، أقسم أنني لم أقصد إحداث أي أذى. يمكننا أن نعمل معًا لمعرفة الخطأ الذي حدث بالفعل.

وكان رد أمير باردا مثل الاتهامات التي أدخلتهم في هذه المعركة القانونية. “يمكنك أن تقسمي كما تريدين يا ليلى، لكن عائلتي رحلت. لن أرتاح حتى تتحقق العدالة”.

بدت المحادثة التي تلت ذلك وكأنها مباراة سجال لفظي، حيث حاولت ليلى نقل براءتها، بينما تمسك أمير بشدة بالاعتقاد بأنها كانت مهندسة مأساة عائلته.

وعندما افترقوا، ترددت أصداء حوارهم المتوتر في جميع أنحاء الحديقة. أصبحت المدينة، بمبانيها الشاهقة وقصصها المخفية، شاهدًا صامتًا على تفكك العلاقة التي كانت واعدة في السابق. وتحملت ليلى، التي استسلمت الآن لتحقيقات الشرطة الوشيكة، ثقل عدم اليقين حيث خفتت أضواء المدينة، مما ألقى بظلالها على الطريق أمامها.

أمير، على الرغم من أنه أظهر واجهة من العزم الذي لا يتزعزع، إلا أنه لم يستطع أن ينكر تيار الأذى والألم الذي بقي بداخله عند رؤية تعابير ليلى المرهقة. وبينما كان يبتعد عن ليلى، كان الثقل في قلبه لا يمكن إنكاره. كان يتصارع مع مشاعر متضاربة، ممزقًا بين الرغبة في العدالة وأصداء الارتباط الذي كان متشابكًا ذات يوم مع الألم المشترك.

وصل اليوم التالي مع طرقات تقشعر لها الأبدان على باب ليلى. وأبلغتها الشرطة، ذات الوجه الصارم والتي تحملت ثقل الإجراءات القانونية، بالتحقيق الوشيك. وبينما كانوا يمشطون شقتها، كانت دموع ليلى الصامتة شاهدة على عاصفة المشاعر المشتعلة داخلها.

وسط تواجد الشرطة، رن هاتف ليلى. وظهر اسم أمير على الشاشة، وهو تذكير صارخ بالصراع الذي لم يتم حله والذي امتد الآن إلى حياتهم. أجابت مترددة، لكنها قوبلت بتصريح أمير الصارم: “لن أسمح لك أبدًا بالهرب بذلك، ولن أصدقك أبدًا”.

ومع تردد الكلمات القاسية عبر الهاتف، تراجعت رباطة جأش ليلى. ولم يكن بوسعها إلا أن ترد بمناشدة همسة: “أمير، من فضلك، لم أكن أريد هذا. أريد فقط أن تظهر الحقيقة”.

وانتهت المكالمة، تاركة ليلى وحدها تحت وطأة التدقيق القانوني الوشيك والثقة المحطمة. المدينة، التي كانت ذات يوم رمزًا للإمكانيات التي لا نهاية لها، أصبحت الآن وكأنها قفص من الأحكام يغلق حولها.

عندما أغلقت الهاتف، تراجعت ليلى في عزلة دموعها الصامتة. أضواء المدينة خارج نافذتها تتلاشى وسط ضباب الحزن. قلبها، الذي كان مرنًا في السابق، أصبح الآن ينبض بشكل مؤلم على إيقاع عدم اليقين والخسارة.

في تلك اللحظة المؤثرة، أدركت ليلى خطورة الوضع. ترددت أصداء أفعالها الماضية، غير المقصودة ولكنها تبعية، في جميع أنحاء عالمها. 

تحولت الأيام إلى ليال عندما واجهت ليلى تدقيقًا لا هوادة فيه في الإجراءات القانونية. بدت المدينة، بإيقاعها المتواصل، وكأنها تمضي قدمًا، غافلة عن المعارك الشخصية التي تدور رحاها في وسطها.

أمير، مدفوعًا بتصميمه على تحقيق العدالة، راقب التطورات عن بعد. ترددت أصداء علاقتهما المكسورة في حياتهما، مما ألقى بظلاله على إمكانية المصالحة.

في إحدى الأمسيات، بينما كانت ليلى تجلس في شقتها ذات الإضاءة الخافتة محاطة بالوثائق القانونية والأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، رن هاتفها مرة أخرى. أضاء اسم أمير على الشاشة، مما يشير إلى تبادل صاخب آخر. المحادثة المليئة بالاتهامات والأذى، انتهت بوعد مخيف من أمير: “سوف أراك في المحكمة يا ليلى”.

ومع انتهاء المكالمة، تُركت ليلى وحيدة تحت وطأة عدم اليقين. أضواء المدينة، التي كانت في السابق منارة للأمل، تومض الآن بشكل مشؤوم خارج نافذتها. وكانت المعركة القانونية تلوح في الأفق، وبقيت نتيجتها معلقة في الميزان.

اقترب موعد المثول التالي أمام المحكمة، ووجدت ليلى نفسها عالقة في زوبعة من العواطف. بدت المدينة، التي تعج بالحياة، وكأنها توقفت تحسبا. خلق التوتر الذي لم يتم حله بين ليلى وأمير جوًا واضحًا، مما ترك كل منهما معلقًا في مأزق معركة قانونية ستعيد تحديد مصيرهما المتشابك.

وفي خضم الإجراءات القانونية، تحول استياء أمير إلى شكل أكثر قتامة من الانتقام. وقام، دون علم ليلى، بتنظيم حملة تهدف إلى تشويه سمعتها. دفع أمير لأفراد لكتابة منشورات تحريضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووصف ليلى بأنها قاتلة بلا قلب ومسؤولة عن مأساة عائلته.

بينما كانت ليلى تتصفح هاتفها، كانت أمام عينيها هجمة لا هوادة فيها من الرسائل الاتهامية والتعليقات الشريرة. ويبدو أن المدينة، التي كانت ذات يوم نسيجًا من القصص المتنوعة، تتجمع الآن في جوقة من الإدانة ضدها.

ومع شعورها بثقل الحكم العام، رددت شقة ليلى صدى همهمة ماكرة من النقد اللاذع عبر الإنترنت. أخذت أضواء المدينة، التي غشاها ضباب الدموع، تتوهج سرياليًا بينما كانت ليلى تتصارع مع تداعيات حملة أمير الانتقامية.

ووسط العاصفة الافتراضية، قطع الصمت الخانق طرقا على بابها. ترددت ليلى قبل أن تفتحه، وقلبها ينبض بمزيج من الخوف والتحدي. 

عندما انفتح الباب، بقي الفصل معلقًا في لحظة مشحونة بالتوتر. تقاربت الظلال التي ألقتها حملة أمير المنسقة وتحقيقات الشرطة الوشيكة، تاركة ليلى على شفا عاصفة لا يمكنها إلا أن تتخيل حجمها. 

الفصل التالي: رواية البطل ينتقم من البطلة وسواس القصاص فصل 3-4